وزير الخارجية: علاقات العراق الدولية راسخة ودوره الإقليمي يتعزز

العلاقات العراقية – الأمريكية
أكد وزير الخارجية فؤاد حسين أن العلاقات بين العراق والولايات المتحدة راسخة ومبنية على أسس تاريخية واستراتيجية، نافياً وجود أي تراجع في الاهتمام الأمريكي بالعراق.
وأوضح أن أولويات واشنطن تغيّرت باتجاه ملفات عالمية أخرى دون أن يؤثر ذلك في طبيعة التعاون الثنائي، مبيناً أن العلاقات بين البلدين تشمل مجالات الطاقة والاقتصاد والتعليم والثقافة والصحة، فضلاً عن التعاون الأمني والعسكري.
وأشار إلى أن واشنطن أسست التحالف الدولي عام 2014 دعمًا للعراق في حربه ضد الإرهاب، ما يعكس عمق العلاقات بين البلدين، لافتاً إلى أن العلاقات الحالية أصبحت أكثر توازناً وطبيعية، قائمة على المصالح المشتركة والتعاون المتبادل.
الموقف من القضية الفلسطينية
أكد حسين أن موقف العراق ثابت في دعم حق الشعب الفلسطيني بتقرير مصيره وإقامة دولته المستقلة، مشيراً إلى أن العراق كان من أوائل الداعين لوقف الحرب على غزة وفتح الممرات الإنسانية، مع رفض أي محاولات لتهجير الفلسطينيين.
التمثيل الدبلوماسي الأمريكي
كشف الوزير أن عدداً من المناصب داخل وزارة الخارجية الأمريكية ما زال شاغراً، ما أثر في تعيين السفراء حول العالم، موضحاً أن بعثة واشنطن في بغداد تدار حالياً من قبل قائم بالأعمال.
التعاون مع التحالف الدولي
بيّن حسين أن العراق يرتبط بعلاقات متينة مع أكثر من 85 دولة ضمن التحالف الدولي، وأن هذه العلاقات تتحول تدريجياً إلى تعاون ثنائي في المجالات الأمنية والعسكرية من خلال مذكرات تفاهم واتفاقيات، مشدداً على أن وجود التحالف جاء بدعوة رسمية من الحكومة العراقية وليس بصفة احتلالية.
السياسة الخارجية العراقية
أوضح الوزير أن سياسة العراق الخارجية ترتكز على مبدأ التوازن وبناء علاقات وثيقة مع دول الجوار والدول العربية والإسلامية، مبيناً أن بغداد أصبحت ساحة للحوار وحل الخلافات بين عدد من الدول، منها السعودية وإيران، ومصر وقطر، ومصر وإيران.
وأضاف أن العراق تحوّل من بلد يعاني الأزمات إلى دولة تلعب دوراً محورياً في تحقيق الاستقرار الإقليمي.
العلاقات مع إيران وسوريا
أكد حسين أن العراق يرتبط بإيران بعلاقات ثقافية ودينية واقتصادية واسعة بحكم الجوار والتاريخ المشترك.
وفي ما يخص سوريا، شدد على أن استقرارها ضروري لأمن العراق، مشيراً إلى استمرار وجود عناصر من تنظيم داعش قرب الحدود، ما يستدعي تنسيقاً أمنياً بين البلدين.
وأوضح أن العراق يدعو إلى مسار سياسي شامل في سوريا يضمن مشاركة جميع المكونات لبناء الثقة وتحقيق السلم الأهلي.
الديمقراطية والانتخابات
أشار وزير الخارجية إلى أن المسيرة الديمقراطية في العراق متواصلة من خلال التداول السلمي للسلطة والاستعدادات الجارية لإجراء الانتخابات المقبلة، مؤكداً أن حرية التعبير والتظاهر جزء من ركائز النظام الديمقراطي.
ونفى وجود مخاوف داخلية بشأن تأجيل الانتخابات، مؤكداً أن المفوضية العليا تعمل بانتظام، وأن أي تصعيد إقليمي لن يؤثر على الموعد المحدد للاقتراع.
أزمة المياه والتغير المناخي
تحدث حسين عن التحديات المناخية والمائية التي تواجه العراق والمنطقة، مشيراً إلى أن الجفاف والتصحر وتراجع تدفق المياه في نهري دجلة والفرات يهددان الأمن المائي الوطني.
وكشف عن تحركات دبلوماسية متواصلة مع تركيا وإيران للتوصل إلى اتفاقات تضمن زيادة التدفقات المائية، مبيناً أن وفداً عراقياً رفيعاً سيتوجه إلى أنقرة للتفاوض بشأن اتفاق مرحلي يضمن حصة عادلة للعراق.
حصر السلاح بيد الدولة
شدد الوزير على أن وجود أي سلاح خارج إطار الدولة أمر مرفوض، مؤكداً ضرورة تنظيم هذا الملف داخلياً لضمان أمن البلاد واستقرارها.
تعيين السفراء
أوضح حسين أن عملية اختيار السفراء شهدت تقدماً كبيراً بعد سنوات من الجمود، حيث تم التوصل إلى توافق سياسي أتاح التصويت على تعيين دفعة جديدة من السفراء لتمثيل العراق في 73 بعثة خارجية ومنظمة دولية.
وزارة الخارجية والعراقيون في المهجر
كشف الوزير عن طرح فكرة تغيير اسم وزارة الخارجية إلى “وزارة الخارجية والعراقيين في المهجر”، بما يعكس اهتمام الدولة بمواطنيها في الخارج.
وأوضح أن عدد العراقيين المقيمين خارج البلاد يُقدر بنحو ستة ملايين شخص، مؤكداً أهمية تنظيم الجاليات العراقية وتفعيل دورها في التنمية ونقل الخبرات والتكنولوجيا إلى الداخل.
وأشار إلى أن الوزارة تعمل على تأسيس آليات جديدة للتواصل مع الجاليات وتسهيل مشاركتهم في العملية السياسية مستقبلاً.