اتخذت الحكومة العراقية قراراً عاجلاً بحظر استيراد جميع أنواع الدواجن والطيور من إيران بعد تسجيل إصابات بإنفلونزا الطيور (H5N1) في مزارعها، في خطوة احترازية تهدف إلى حماية الثروة الحيوانية وصحة المواطنين.

إجراءات وقائية مشددة

وأوضح مدير عام دائرة البيطرة ثامر حبيب حمزة الخفاجي أن القرار جاء ضمن خطة طوارئ وطنية، شملت رفع حالة الإنذار في المستشفيات البيطرية كافة، والإلزام بالإبلاغ الفوري عن أي حالات نفوق أو اشتباه بالإصابة، مع تطبيق إجراءات الأمان الحيوي الصارمة في حقول التربية.
كما وجّهت الوزارة الأجهزة الأمنية لتشديد الرقابة على المنافذ الحدودية ومنع دخول أي شحنات مخالفة، مؤكدة أن نقل الدواجن داخل العراق يجب أن يكون مصحوباً بشهادات صحية بيطرية.

حجم الاستيراد والإنتاج المحلي

اقتصادياً، أوضح الخبير حسين محمد أن العراق يستورد سنوياً نحو 800 ألف طن من منتجات الدواجن لتغطية الطلب المحلي البالغ أكثر من مليون طن سنوياً، في حين ينتج محلياً قرابة 350 ألف طن من اللحوم وأكثر من 6.5 مليارات بيضة.
وأشار إلى أن إيران كانت مورداً ثانوياً، إذ صدّرت العام الماضي نحو 1100 طن فقط من لحوم الدجاج، ما يجعل تأثير الحظر محدوداً على حجم الإمدادات مقارنة ببقية الدول المورّدة.

أثر قصير المدى وتوازن متوقع

وبيّن الخبير أن الأسعار قد ترتفع مؤقتاً خلال الأيام الأولى من الحظر نتيجة تقليص الإمدادات، لكنها ستستقر مع دخول بدائل من أسواق أخرى أو زيادة الإنتاج المحلي، خصوصاً في حال تقديم دعم حكومي للأعلاف والمربين.
وأكد أن الأثر الصحي والوقائي للقرار أكبر من أثره الاقتصادي، لأنه يمنع احتمال دخول الفيروس إلى البلاد ويحافظ على الأمن الغذائي.

مراقبة دائمة وتنسيق مع المنظمات الدولية

من جانبها، أكدت وزارة الزراعة أن فرق التحري البيطري تواصل مراقبة الوضع في المحافظات الشمالية والغربية، تحسباً لأي مؤشرات عدوى محتملة عبر الطيور المهاجرة أو المستوردة، بالتنسيق مع المنظمة العالمية لصحة الحيوان.